وما بقي ورائهاسوى انكسار امراء

من الورد الذي لا يذبل
من القمر الذي لا يغيب نوره
من الشمس التي لا تغرب
من العسل الصافي الذي لا يغش
من الروح التي لا روح بعدها.

من هنا.....ومن هناك
من الطرقات المضلمة...كنت امر
دون خوف ولا ارتعاب
حين كان الظلام رفيقي
من هنا...تعودت ان امضي
ابتسامة مرسومة على وجهي
ضحكة تملأ قسماتي
سحر انشره بكبريائي
من هنا....ومن هذا البستان
حولي الورود والمرجان
يحيط بي الاصحاب والخلان
كنت اطير هنا...وهناك
بقوة...وحيوية...ونشاط
لا تكل ولا تمل
نعم كنت انا...
خانني حبيبي....لا باس
ساظل شامخة...قوية..متماسكة
هجرتني صديقتي..لا بأس
انا هنا...ماضية....لست مبالية
خانني شبابي...انا هنا...ما زلت جبارة ...مبتسمة...فلن ايأس
قتلتني وحدتي...فلا بأس
ما زلت موجودة..فلن افقد الامل
ارهقني تعبي....ولكن لن ارفع رايتي معلنة الاستسلام
يا لهذه القوة....
يا لهذا الجبروت.......
يا لهذا الكبرياء...........
كنت هنا ........امشي
واذ بامرأة تمر من امامي
نظرت.....ونظرت
تشبهني كثيرا
كانها ....مرءاتي
ولكن...........
اي حزن مرسوم على وجهها؟
واي انكسار خلفتها ايامها؟
امرأة رافعة راية بيضاء وماضية
كعصفورة مكسورة جناحها ..ومحلقة
امرأة خانها حبيبها وضائعة
امرأ قتلتها وحدتها وحائرة
امرأة خانها شبابها وميتة
امرأة رحلت ابتسامتها وباكية
امرأة اسرها قلبها ومقيدة
امرأة هجرتها روحها ...وجداا متعبة

اسئلة ..مرت علي كالرياح العاتية
اين تلك الفراشة الجميلة...المحلقة؟
اين تلك المرأة التي لمصائب الدهر صامدة؟
اين هذا الكبرياء...وهذا الجبروت الذي هز الجبال الشامخة؟
اين ذاك السحر...وذاك البريق الذي اسر العيون الحائرة؟
يا الهي.....
ارى هنا...انكسار واستسلام
ارى حزن وضياع احلام
ارى وحدة..وانتهاء ايام
اراها تمشي...وتبكي وتبكي

يمشي الزمن ...ولا ينتظرنا
والعمر يمشي.........
في هذا الكون ماذا انا....وماذا انتي؟
سوف نبقى نبحث عن الضحكة....عن البسمة
ولكن لن ننتظر..........
سوف نسافر على اجنحة الفراشة
كانت تلك اخر كلمات همست بها لي
واذ بلحظة...نظرت بها الى مرءاتي
واذ بي احدث نفسي ...واساءل نفسي
نظرت الى المرأة.....
وكانت تلك المرأة القوية الشامخة قد رحلت
وما بقي ورائها
سوى انكسار امراء .......................